ظهر البحث التدخلي في الولايات المتحدة الأمريكية مع كورت لوين Kurt Lewin (حوالى 1945)، فهو منهجية خاصة، ديمقراطية أساسا، ويستهدف احداث التغيير. فهو في المقام الأول منهجية تيسر الفهم والتفسير للممارسات العملية (praxis) الخاصة بفئات اجتماعية، من خلال إشراك هذه الفئات نفسها، بقصد تحسين ممارساتها.
البحث التدخلي
البحث التدخلي ذو الغاية التحولية والتحررية للخطابات وللسلوكيات وللعلاقات الاجتماعية، يتجاوز المقاربة اللوينية (نسبة لكورت لوين) بحيث يفرض على الباحثين المشاركة كفاعلين. فالبحث التدخلي مرتبط دائما بالفعل الذي يسبقه أو الذي يشمله مما يجعله متجذرا في تاريخ أو في سياق.
يمكن استشراف هذه المبررات أيضا من خلال دراسة علاقات التمايز والتكامل بين البحث التربوي الأكاديمي والبحث التربوي التدخلي من خلال ثمانية مستويات:
الغايات
.غاية البحث التربوي الأكاديمي هي إثبات أو تفنيد فروض في أفق صياغة أو تعديل قوانين ونظريات (objectif nomologique).
.غاية البحث التربوي التدخلي تبقى أساسا تطبيقية تأخذ بعين الاعتبار السياقات.
طبيعة موضوع البحث
.ينطلق البحث التربوي الأكاديمي من أين انتهى الإنتاج العلمي الإنساني ويشكل العمل الميداني فرصة لاختبار أو اغناء نماذج تسعى لاكتساب الكونية.
.ينطلق البحث التربوي التدخلي من القضايا التي يواجهها الفاعل التربوي في علاقاته المختلفة.
طبيعة الإشكالات والأسئلة المركزية
.نظرا لكون البحث التربوي الأكاديمي يتوخى الوصول إلى الحقائق فان سؤال ”لماذا؟“ يكتسي طابعا محوريا.
.في حين أن البحث التربوي التدخلي ، نظرا لأهدافه الوظيفية، يتخذ كسؤال مركزي ”كيف؟“ بحثا عن السبل التي تجعل ”إمكانية ما، قابلة للتحقق“.
آليات التصديق
.بالنسبة للبحث التربوي الأكاديمي يكون التصديق ذي طابع كوني من طرف النخبة المتخصصة في كل حقل معرفي.
.في حين، تكتسب نتائج البحث التربوي التدخلي صحتها وشرعيتها أساسا من إمكانية تطبيقها على الفعل التربوي.
لغة تقديم نتائج البحث
.بالنسبة للبحث الأكاديمي ، يتشكل القاموس المستعمل في كل حقل معرفي، انطلاقا من المفاهيم المقعدة نظريا. وبالتالي تقديم النتائج يخاطب نخبة متمكنة من المرجعيات النظرية للمفاهيم المستعملة.
.بالنسبة للبحث التربوي التدخلي تصاغ نتائجه في لغة يفهمها الممارسون وتأخذ بعين الاعتبار تمثلاتهم.
توحد أو تداخل النماذج الارشادية (البردكمات)
.بالنسبة للبحث الأكاديمي تقاس أصالة وقوة نتائج البحث بدرجة انسجام النموذج المعرفي (المعلن أو الضمني)، الذي يتموقع داخله البحث.
.بالنسبة للبحث التربوي التدخلي، شانه في ذلك شان المباحث التي تدرس ”الموضوعات“ شديدة التعقيد (الطب، الهندسة، العلوم الإنسانية،…)، فان الإطار النظري غالبا ما يتشكل من خلال توافقات بين نماذج معرفية مختلفة.
المتدخلون في البحث (جنود البحث)
.بالنسبة للبحث الأكاديمي المتدخل الرئيسي هو الباحث المختص (الذي يمكن أن يستعين بخدمات التقنيين).
.بالنسبة للبحث التربوي التدخلي، ونظرا لكونه يسعى لإنتاج ”نظرية للفعل“ (Théorie de l’action) تأخذ بعين الاعتبار السياق، فان البحث بالنتيجة يكون ميدانيا مع الممارسين أو من طرفهم.
طبيعة المنتوج
.بالنسبة للبحث العلمي الأكاديمي، يكتسي المنتوج طابع نظري صرف.
.بالنسبة للبحث التربوي التدخلي، يكتسي المنتوج طابع نفعي (كيف ننجز الأحسن في شروط معلومة وبالوسائل المتوفرة؟)
الخطوط العريضة التي يجب أن تتوفر في البحث التدخلي
العنوان
- تقديم عام
- فصل منهجي: يتكون من مشكلة البحث والأسئلة الفرعية والفرضيات ثم أهداف البحث و أهميته
- الفصل النظري يتكون من محورين رئيسيين :
الأول يعرف بالظاهرة المدروسة او المشكلة المدروسة ومفاهيمه الاساسية… ،
المحور الثاني يعرف بالحل المقترح مفاهيمه و آليات تنزيله والخطوات …
- الفصل العملي يتكون من مدخل منهجي يحدد عينة الدراسة و أدوات الدراسة ) اختبار او استمارة او مقابلة…( يليه
تقديم نتائج الدراسة ،تحليل نتائج الدراسة ،تمحيص الفرضيات ثم الخروج بخلاصات و توصيات .
خاتمة
ملحوظة:
مادام البحث تدخليا فأنه يقتضي ملاحظة مشكلة والبحث عن حل و تجريبه والخروج بخلاصات حول الحل الذي تم تجريبه، هل كان له وقع إيجابي وساهم في حل المشكلة ام لم يكن كذلك،وبالتالي فان أداة الدراسة هنا هي بالضرورة عبارة عن اختبارين:
الإختبار الاول pré test في بداية البحث) قد تكون نتائج التقويم التشخيصي، أو عبارة عن فروض، او شبكة الملاحظة بالنسبة لمن يشتغل على ما هو شفهي .( : نؤكد من خلاله وجود المشكلة المدروسة. والاختبار الثاني post test نقوم به بعد فترة معينة نكون قد قمنا فيها بتجريب الحل المقترح. غاية post test هو التأكد من جدوى الحل المقترح لتجاوز الصعوبة من عدمه .
Course Features
- Lecture 0
- Quiz 0
- Duration 10 weeks
- Skill level All levels
- Language English
- Students 0
- Assessments Yes